omar رئيس المنتدى
عدد المساهمات : 208 تاريخ التسجيل : 01/10/2009 العمر : 29
| موضوع: me and you الثلاثاء فبراير 09, 2010 2:12 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
نظره فلسفيه للآخر وتأثيره فينا
"لنتعلم أن نعيش معًا كإخوة وإلاّ فسنموت معًا كالبلهاء"
(مارتن لوثر كينغ) س- أجيال من طلاب الفلسفة عرفوا العبارة الشهيرة لسارتر: "الجحيم هو الآخَرون"؛ كيف تردّ على هذا؟
ج - بملاحظة أنه بعيد عن التعبير عن رأي قائله، فهذا القول ليس سوى ردّ ضمن موقف محدّد في مسرحيّة.
هذه العبارة لاتمثّل إلا استنتاج إحدى الشخصيّات التي تبدأ السكنى في الجحيم. لو كانت هذه الشخصية في الجنّة
لصرّحت:
"الجنّة هي الآخرون". ولو تابعت حياتها الأرضية لكانت استنتجت "الجحيم هو أن تكون منبوذًا من الآخرين.
" الآخرون ليسوا جحيمنا لأنهم آخرون؛ إنّهم يخلقون جحيمنا عندما يرفضون الدعيب في علاقة معنا.
أعتقد بضرورة العلاقة مع الآخر ليس فقط لأكون سعيدًا بل أيضًا لسبب أكثر جوهرية هو أن أكون واعيًا.
س- أتريد القول إنك لايمكن أن توجد بمعزل عن الآخرين؟
ج - بالتأكيد يمكن أن أوجد بمعزل عن الآخرين، لكنّني لن أستطيع معرفة ذلك.
مقدرتي على التفكير وعلى قول "أنا" لم توفَّر لي بواسطة معطياتي الوراثيّة. ما أعطتنيه الوراثة ضروري
لكنه غير كاف.
الشخص الذي أصبحتُه ليس نتيجة لعمليّة داخلية فرديّة؛ إن هذا الشخص لم يكن ليتشكل لو لم يكن محطّ
أنظار الآخرين.
هذا الشخص لم يتغذَّ فقط من مساهمات الآخرين الّذين يحيطون بي،
بل إنّ جوهره الأساسي مبنيّ من التبادل معهم. أنا عبارة عن الروابط التي أنسجها مع الآخرين.
بهذا التعريف ليس هنالك انقطاع بيني وبين الغير.
س- الكذب،
ج - الشرط الأول لكل تواصل هو الاحترام. احترام الآخر هو اعتباره جزءًا من النفس،
وهذا يعتبر وضوحًا إذا قبلنا التعريف : "أنا عبارة عن الروابط التي أنسجها مع الآخرين."
س- التمييز بين الاحترام والتسامح.؟
ج - التسامح هو موقف غامض. أن نتسامح يعني أن نعتقد أنّنا في وضع المسيطر والقاضي،
أن نعتقد أنّه من الجيّد قبول الآخر رغم أخطائه. يجب ان نذهب باتجاه آخر تمامًا وأن نعي مساهمة الآخرين
التي يقدَّر غناها بقدر الاختلاف الحاصل.
لذلك وبقدر ما أثمّن التواصل بين الأشخاص بقدر ما أتحفّظ على التقنيات المسمّاة بتقنيات الاتصال،
والتي هي في الواقع وسائل إعلام. أثمّن المعلوماتية بمقدار ما تنقل من معلومات؛ لكنّها تتيح فقط التواصل
المعلّب والمثلّج.
إنّها غير قادرة على إثارة القفزات الخلاّقة التي تحصل تلقائيًا في حوار حقيقي مشكَّل من فترات الصمت
كما من الكلمات.
التلفزيون أيضا وسيلة إعلام أي صياغة رأي عام؛ ولكن نادرًا ما يكون وسيلة تواصل، بمعنى توضيح ما هو مشترك.
في الواقع إنه يقود لحذف أي حوار، لأنه ذو اتجاه واحد. الخطر كبير في أن يجعلنا كائنات سلبية متلقية
لا يمكن أن تفعل سوى "تغيير القناة" أي ترك المحاوٍر وليس الرّد عليه.
التعبير عن فكرة هو نشاط صعب يحتاج إلى التمرين؛ التلفزيون يلغي هذا التمرين؛ الخطر هو في أن
نصبح شعبًا من البُكم عاجزين عن الكلام وينفّسون عن مكنونهم بالعنف.
س- ماهي المكانة التي تعطيها للوحدة في تشكيل كل شخص؟
ج - الوحدة : هي نفس الكلمة لوضعين متناقضين، الوحدة المفروضة والوحدة المنتقاة. الأولى كارثية؛
أحتاج للآخري
ولكن ما من أحد هنا. إنني كاللهب الذي ينطفئ مختنقا لغياب الهواء. والثانية ضرورية أحيانا لترتيب كلّ الموادّ التي
تراكمت وإيجاد الخيوط اللازمة استعدادا للقاءات جديدة. هذه الوحدة المختارة يمكن أن تشكّل بحدّ ذاتها فرصة لقاء :
هنا تكمن معجزة القراءه . س- خلال حياتك في مرحلة المراهقة، هل عانيت من الوحدة؟
ج - طبعا فقد كنت خجولاً غير قادر على التعبير عن نفسي، مقتنعًا أن كل كلمة ألفظها هي خطأ؛ ألجأ إلى العزلة
رغم الألم الذي كانت تسبّبه لي. لكنني كنت محظوظًا إذ أغنيت عزلتي بكل المؤلفين الذين وقعت
عليهم في رفوف المكتبة. لقد كانوا لطفاء جدًا معي؛ لم يسخروا منّي أبدًا، لقد جعلوني أرغب بالاحتكاك
مع الكائنات التي هي من لحم ودم؛ الأمر أكثر إزعاجًا ولكنه أكثر جاذبية
من هؤلاء الذين لم يبق منهم سوى كلمات . مختارات من كتاب " فلسفه صغيره لاستخدام غير الفلاسفه للكاتب البير جاكار . | |
|